فصل: كتاب الأخلاق من قسم الأفعال

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال **


 كتاب الأخلاق من قسم الأفعال وفيه بابان

‏{‏ الباب الأول في الأخلاق المحمودة‏}‏

 الفصل الأول في فضلها مطلقا

8399- ‏{‏مسند علي رضي الله عنه‏}‏ عن ضرار بن صرد‏:‏ ثنا عاصم بن حميد‏:‏ عن أبي حمزة الثمالي ‏(‏أبو حمزة الثمالي‏:‏ بضم الثاء وتخفيف الميم، اسمه‏:‏ ثابت بن أبي صفية‏.‏انتهى‏.‏تقريب التهذيب‏.‏ ح‏)‏‏:‏ عن عبد الرحمن بن جندب‏:‏ عن كميل بن زياد قال‏:‏ قال علي بن أبي طالب‏:‏ يا سبحان الله، ما أزهد كثيرا من الناس في خير‏؟‏ عجبا لرجل يجيئه أخوه المسلم في الحاجة، فلا يرى نفسه للخير أهلا، فلو كان لا يرجو ثوابا، ولا يخشى عقابا لكان ينبغي له أن يسارع في مكارم الأخلاق، فإنها تدل على سبيل النجاح، فقام إليه رجل، فقال‏:‏ فداك أبي وأمي يا أمير المؤمنين، أسمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم‏؟‏ قال‏:‏ نعم، وما هو خير منه، لما أتي بسبايا طيء، وقفت جارية حمراء لعساء ذلفاء عيطاء شماء الأنف، معتدلة القامة والهامة درماء الكعبين ‏(‏درماء الكعبين‏:‏ درم كفرح معناه‏:‏ الساق والكعب أو العظم، وأراه اللحم حتى لم يبين له حجم، وخدلة الساقين‏:‏ بفتح الخاء وسكون الدال‏:‏ معناه المرأة الغليظة الساق المستديرتها‏.‏ انتهى‏.‏قاموس‏.‏ ح‏)‏، خدلة الساقين، فلما رأيتها أعجبت بها، وقلت‏:‏ لأطلبن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، يجعلها في فيئي، فلما تكلمت أنسيت جمالها، لما رأيت من فصاحتها، فقالت‏:‏ يا محمد إن رأيت أن تخلي عني وما تشمت بي أحياء العرب، فإني ابنة سيد قومي، وإن أبي كان يحمي الذمار، ويفك العاني، ويشبع الجائع، ويكسو العاري، ويقري الضيف، ويطعم الطعام، ويفشي السلام، ولم يرد طالب حاجة قط، أنا ابنة حاتم طيء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ يا جارية هذه صفة المؤمنين حقا لو كان أبوك مسلما لترحمنا عليه، خلوا عنها فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق، والله تعالى يحب مكارم الأخلاق، فقام أبو بردة بن نيار، فقال‏:‏ يا رسول الله، الله يحب مكارم الأخلاق‏؟‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ والذي نفسي بيده لا يدخل الجنة أحد إلا بحسن الخلق‏.‏

‏(‏ق‏)‏ في الدلائل ‏(‏ك‏)‏ وفيه ضرار بن صرد متروك، ورواه ابن النجار من وجه آخر من طريق سليمان بن ربيع بن هاشم‏:‏ ثنا عبد المجيد بن صالح أبو صالح البرجمي عن زكريا بن عبد الله بن يزيد عن أبيه عن كميل بن زياد‏.‏

8400- عن علي قال‏:‏ أتي النبي صلى الله عليه وسلم بسبعة من الأسارى، فأمر عليا أن يضرب أعناقهم، فهبط جبريل، فقال‏:‏ يا محمد اضرب عنق هؤلاء الستة، ولا تضرب عنق هذا، قال‏:‏ يا جبريل لم‏؟‏ قال لأنه كان حسن الخلق، سمح الكف، مطعما للطعام، قال‏:‏ يا جبريل أشيء عنك أم عن ربك‏؟‏ قال‏:‏ ربي أمرني بذلك‏.‏

ابن الجوزي‏.‏

8401- عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، قيل يا رسول الله‏:‏ أي الأعمال أفضل‏؟‏ قال‏:‏ الصبر والسماحة، قيل‏:‏ فأي المؤمنين أكمل إيمانا قال‏:‏ أحسنهم خلقا‏.‏

‏(‏ش‏)‏‏.‏

8402- عن جابر قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ أحبكم وأقربكم مني مجلسا في الجنة أحاسنكم أخلاقا، وأبغضكم إلي الثرثارون المتشدقون المتفيهقون - قال المتكبرون‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

8403- عن ابن عمر قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن مسعود‏:‏ يا ابن أم عبد هل تدري من أفضل المؤمنين إيمانا‏؟‏ قال‏:‏ الله ورسوله أعلم، قال‏:‏ أفضل المؤمنين إيمانا أحاسنهم أخلاقا، الموطؤون أكنافا ‏(‏الموطؤون أكنافا، بضم الميم وفتح الواو وتشديد الطاء بالفتح اسم مفعول ومعناه‏:‏ سهل دمث كريم مضياف، أو يتمكن في ناحيته صاحبه غير مؤذى‏.‏ ولا ناب به موضعه‏.‏ انتهى‏.‏قاموس‏.‏ ح‏)‏، لا يبلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يحب للناس ما يحب لنفسه وحتى يأمن جاره بوائقه‏.‏

‏(‏كر‏)‏ وفيه كوثر بن حكيم متروك‏.‏

8404- ‏{‏أبو الدرداء رضي الله عنه‏}‏ عن أبي الدرداء أنه بات ليلة يقول‏:‏ اللهم حسنت خلقي فحسن خلقي حتى أصبح، فقيل له‏:‏ ما كان دعاؤك منذ الليلة إلا في حسن الخلق‏؟‏ فقال‏:‏ إن العبد المسلم يحسن خلقه حتى يدخله حسن خلقه الجنة، ويسيء خلقه حتى يدخله سوء خلقه النار‏.‏ وإن العبد المسلم ليغفر له وهو نائم، قيل‏:‏ كيف ذاك‏؟‏ يقوم أخوه من الليل ويتهجد، فيدعو الله فيستجيب له، ويدعو لأخيه فيستجيب له فيه‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

8405- عن أبي ذر رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال‏:‏ يا أبا ذر ألا أدلك على خصلتين، هما أخف على الظهر، وأثقل في الميزان من غيرهما‏؟‏ عليك بحسن الخلق، وطول الصمت، فوالذي نفسي بيده ما يتجمل الخلائق بمثلهما‏.‏

‏(‏ع هب‏)‏‏.‏

8406- عن أنس، عن أبي ذر رضي الله عنه، قال‏:‏ قلت‏:‏ يا رسول الله أوصني، قال‏:‏ أوصيك بحسن الخلق والصمت، قال‏:‏ هما أخف الأعمال على الأبدان، وأثقلها في الميزان‏.‏

ابن النجار‏.‏

8407- عن عائشة قالت‏:‏ مكارم الأخلاق عشرة‏:‏ صدق الحديث وصدق البأس في طاعة الله، وإعطاء السائل، ومكافأة الصنيع، وصلة الرحم، وأداء الأمانة، والتذمم بالجار، والتذمم بالضيف، ورأسهن الحياء أسقط الراوي منهن واحدة‏.‏

ابن النجار‏.‏

8408- عن مالك بن أوس بن الحدثان النصري ‏(‏مالك بن أوس بن الحدثان‏:‏ بفتح المهملة والمثلثة، النصري بالنون أبو سعيد المدني له رؤية وروى عن عمر وتوفي ‏(‏92‏)‏‏.‏ تقريب التهذيب ‏(‏2/223‏)‏‏.‏ ص‏)‏ أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ وجبت وجبت فقال أصحابه‏:‏ ما هذه التي وجبت وجبت‏؟‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ من ترك الكذب وهو باطل بني له في ربض الجنة، ومن ترك المراء وهو محق بني له في وسط الجنة، ومن حسن خلقه بني له في أعلاها‏.‏

ابن النجار‏.‏

8409- يا أبا ذر لا تدعن من المعروف شيئا إلا فعلته، فإذا لم تقدر عليه فكلم الناس وأنت إليهم طليق، وإذا طبخت مرقة فأكثر ماءها واغترف لجيرانك منها‏.‏

ابن النجار‏.‏

8410- عن عمرو بن دينار قال‏:‏ نزل النبي صلى الله عليه وسلم برجل ذي عكرة من الإبل، وهي ستون، أو سبعون، أو تسعون إلى المائة، بين إبل وبقر وغنم، فلم ينزله، ولم يضفه، ومر على امرأة لها شويهات فأنزلته، وذبحت له، فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ انظروا إلى هذا الذي له عكر ‏(‏ذكر ابن الأثير في كتابه النهاية في غريب الحديث ‏(‏3/283‏)‏‏:‏ وفيه‏:‏ أنه مر برجل له عكرة فلم يذبح له شيئا‏.‏

العكرة بالتحريك‏:‏ من الإبل ما بين الخمسين إلى السبعين، وقيل‏:‏ إلى المائة‏.‏ ص‏)‏ من الإبل والبقر والغنم، مررنا به فلم ينزلنا، ولم يضفنا، وانظروا إلى هذه المرأة، لها شويهات أنزلتنا، وذبحت لنا، إنما هذه الأخلاق بيد الله، فمن شاء أن يمنحه منها خلقا حسنا منحه، قال عمرو‏:‏ سمعت طاووسا يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ وهو على المنبر إنما يهدي إلى أحسن الأخلاق الله، وإنما يصرف إلى أسوائها هو‏.‏

‏(‏هب‏)‏‏.‏

 الفصل الثاني في تفصيل الأخلاق على حروف المعجم

 الاقتصاد في الأعمال

8411- ‏{‏علي رضي الله عنه‏}‏ عن علي قال‏:‏ أجموا ‏(‏اجموا‏:‏ يقال‏:‏ جم يجم من باب الثاني ويقال‏:‏ أجم يجم، ثلاثي مزيد بالهمزة وكلها تأتي لازمة ومتعدية، ومعناه الموافق هنا أريحوا هذه القلوب انتهى‏.‏من القاموس والنهاية‏.‏ ح‏)‏ هذه القلوب فاطلبوا لها طرف الحكمة، فإنها تمل كما تمل الأبدان‏.‏

ابن عبد البر في العلم والخرائطي في مكارم الأخلاق وابن السمعاني في الدلائل‏.‏

8412- عن عباد بن يعقوب الرواجني‏:‏ أنبأنا عيسى بن عبد الله بن محمد بن علي‏:‏ ثنى أبي عن أبيه عن جده عن علي قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ إن الله يحب أن يؤخذ برخصه، كما يحب أن يؤخذ بعزائمه، إن الله بعثني بالحنيفية السمحة دين إبراهيم، ثم قرأ‏:‏ ‏{‏وما جعل عليكم في الدين من حرج‏}‏ فقال لي أبي‏:‏ يا بني ما حرج‏؟‏ قلت‏:‏ لا أدري قال‏:‏ الضيق‏.‏

‏(‏ك‏)‏‏.‏

8413- عن أنس رضي الله عنه قال‏:‏ دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، فإذا حبل ممدود، فقال‏:‏ ما هذا‏؟‏ قيل‏:‏ فلانة تصلي يا رسول الله، فإذا أعيت استراحة على هذا الحبل، قال‏:‏ فلتصل ما نشطت، فإذا أعيت فلتنم‏.‏

‏(‏ش‏)‏‏.‏

8414- عن بريدة، قال‏:‏ سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يصلي يقرأ، فقال لبريدة‏:‏ أتعرف هذا‏؟‏ قلت‏:‏ نعم يا رسول الله، هذا أكثر أهل المدينة صلاة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ لا تسمعه فيهلك، إنكم أمة أريد بكم اليسر‏.‏

ابن جرير وسنده صحيح‏.‏

8415- جعدة بن هبيرة بن أبي وهب المخزومي عن جعدة بن هبيرة قال‏:‏ ذكر للنبي صلى الله عليه وسلم مولى لبني عبد المطلب يصلي ولا ينام، ويصوم ولا يفطر، فقال‏:‏ أنا أصلي، وأنام، وأصوم وأفطر، ولكل عمل شرة ولكل شرة فترة، فمن كانت فترته إلى السنة فقد اهتدى، ومن تكن إلى غير ذلك فقد ضل‏.‏

أبو نعيم‏.‏

8416- ‏{‏الحكم بن حزن الكلفي‏}‏ عن الحكم بن حزن الكلفي قال‏:‏ قدمت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم سابع سبعة، أوتاسع تسعة، فأذن لنا، فدخلنا، فقلنا‏:‏ يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أتيناك لتدعو لنا بخير، فدعا لنا بخير، وأمر بنا فأنزلنا، وأمر لنا بشيء من تمر والشان إذ ذاك دون، فلبثنا بها أياما شهدنا بها الجمعة مع النبي صلى الله عليه وسلم، فقام متوكئا على قوس أو عصا، فحمد الله، وأثنى عليه كلمات خفيفات طيبات مباركات، ثم قال‏:‏ أيها الناس إنكم لن تطيقوا، ولن تفعلوا، كل ما أمرتم ولكن سددوا وأبشروا‏.‏

وأبو نعيم ‏(‏ع كر‏)‏‏.‏

8417- ‏{‏عبد الله بن عمرو‏}‏ عن عبد الله بن عمرو قال‏:‏ دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال‏:‏ يا عبد الله ألم أخبر أنك تكلفت قيام الليل وصيام النهار‏؟‏ قلت لأفعل، فقال‏:‏ إن من حسبك - ولم يقل ‏"‏افعل‏"‏ ‏[‏أي ولم يقل ‏"‏صُمْ من كل شهر ‏.‏‏.‏‏.‏‏"‏‏]‏ - أن تصوم من كل شهر ثلاثة أيام، فالحسنة بعشر أمثالها، فكأنما قد صمت الدهر كله، قلت‏:‏ يا رسول الله إني أجد قوة، وإني أحب أن تزيدني، قال‏:‏ فخمسة أيام قلت‏:‏ فإني أجد قوة، وإني أحب أن تزيدني، قال سبعة أيام، قال‏:‏ فجعل يستزيده، ويزيده يومين، يومين، حتى بلغ النصف، فقال‏:‏ إن أخي داود كان أعبد البشر، وإنه كان يقوم نصف الليل، ويصوم نصف الدهر، وإن لأهلك عليك حقا، وإن لعينك عليك حقا وإن لضيفك عليك حقا، فكان عبد الله بعد ما كبر وأدركه السن، يقول‏:‏ لأن كنت قبلت رخصة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي من أهلي ومالي‏.‏

‏(‏ع كر‏)‏‏.‏ - خ م -‏.‏

8418- عن عبد الله بن عمرو قال‏:‏ إن هذا الدين متين، فأوغلوا فيه برفق، ولا تبغضوا إلى أنفسكم عبادة الله، فإن المنبت لا بلغ بعدا، ولا أبقى ظهرا، وأعمل عمل امرئ يظن أن لا يموت إلا هرما، واحذر حذر امرئ يحسب أنه يموت غدا‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

8419- عن عبد الله بن عمرو، قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت إني رجل أسرد الصوم، أفأصوم الدهر‏؟‏ قال‏:‏ لا‏.‏

ابن جرير‏.‏

8420- ‏{‏أبو الدرداء رضي الله عنه‏}‏ عن أبي الدرداء قال‏:‏ إني لأستجم ‏(‏تقدم معنى أجموا، وضبطها في الحديث ‏(‏8411‏)‏‏.‏ ح‏)‏ ببعض الباطل ليكون أنشط لي في الحق‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

8421- عن أبي هريرة قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ لا ينجى أحد بعمله، قالوا‏:‏ ولا أنت يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله برحمته، فسددوا، واغدوا وروحوا، وشيء، من الدلجة ‏(‏الدلجة بضم الدال وفتحها‏:‏ السير في أول الليل‏.‏ انتهى‏.‏قاموس‏.‏ ح‏)‏ والقصد القصد تبلغوا‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏ ‏(‏خ‏)‏‏.‏

8422- عن عائشة قالت قال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ سددوا،وقاربوا، وأبشروا، فإن أحدكم لن ينجيه عمله، قالوا‏:‏ ولا أنت يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله منه برحمته‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏ خ م‏.‏

8423- عن أبي جحيفة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ آخى بين سلمان وبين أبي الدرداء، فجاء سلمان يزور أبا الدرداء، فرأى أم الدرداء متبذلة، قال‏:‏ ما شأنك‏؟‏ قالت‏:‏ إن أخاك ليس له حاجة في الدنيا، فلما جاء أبو الدرداء رحب به وقرب إليه طعاما، فقال له سلمان‏:‏ اطعم، فقال‏:‏ إني صائم، قال‏:‏ أقسمت عليك إلا ما طعمت، ما أنا بآكل حتى تأكل، فأكل معه، وبات عنده، فلما كان من الليل قام أبو الدرداء فحبسه سلمان، ثم قال يا أبا الدرداء إن لربك عليك حقا، ولأهلك عليك حقا، ولجسدك عليك حقا، فأعط كل ذي حق حقه، صم وأفطر، وقم ونم، وائت أهلك، فلما كان عند الصبح قال قم الآن، فقاما وصليا، ثم خرجا إلى الصلاة فلما صلى النبي صلى الله عليه وسلم، قام إليه أبو الدرداء فأخبره بما قال له سلمان، فقال له‏:‏ رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما قال سلمان له، وفي لفظ‏:‏ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ يا أبا الدرداء إن لجسدك عليك حقا مثل ما قال لك سلمان‏.‏

ع ‏(‏خ‏)‏‏.‏

8424- عن طاووس قال‏:‏ خير العبادة أخفها‏.‏

ابن أبي الدنيا ‏(‏هب‏)‏‏.‏

8425- عن أبي قلابة أن امرأة صامت حتى ماتت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ لا صامت ولا أفطرت‏.‏

ابن جرير‏.‏

الإخلاص

8426- ‏{‏عثمان رضي الله عنه‏}‏ عن عثمان بن عفان قال‏:‏ لو أن رجلا دخل بيتا في جوف بيت فأد من هناك عملا أوشك الناس أن يتحدثوا به، وما من عامل عمل عملا إلا كساه الله رداء عمله، إن كان خيرا فخير، وإن كان شرا فشر‏.‏

‏(‏ش حم‏)‏ في الزهد مسدد ‏(‏هب‏)‏ وقال‏:‏ هذا هو الصحيح موقوفا وقد رفعه بعض الضعفاء‏.‏

8427- عن الحسن قال‏:‏ رأيت عثمان على المنبر، قال‏:‏ أيها الناس اتقوا الله في هذه السرائر، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ والذي نفس محمد بيده، ما عمل أحد عملا قط سرا إلا ألبسه الله رداءه علانية إن خيرا فخير، وإن شرا فشر، ثم تلا هذه الآية‏:‏ ‏{‏ورياشا‏}‏ ولم يقل وريشا ‏{‏ولباس التقوى ذلك خير‏}‏ قال‏:‏ السمت الحسن‏.‏

ابن جرير وابن أبي حاتم‏.‏ مر برقم/4829/‏.‏

8428- عن علي رضي الله عنه، قال‏:‏ من كان ظاهره أرجح من باطنه خف ميزانه يوم القيامة، ومن كان باطنه أرجح من ظاهره ثقل ميزانه يوم القيامة‏.‏

ابن أبي الدنيا في كتاب الإخلاص‏.‏

8429- عن علي قال‏:‏ لكل شيء جواني وبراني ‏(‏الجواني والبراني هما‏:‏ الباطن والظاهر، والسر والعلانية وهو منسوب إلى جو البيت وهو داخلة وزيادة الألف والنون للتأكيد انتهى‏.‏ نهاية جزء الأول‏.‏ ح‏)‏، فمن أصلح جوانيه أصلح الله برانيه، ومن يفسد جوانيه يفسد الله برانيه‏.‏

رسته‏.‏

8430- عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ تدرون من المؤمن‏؟‏ قالوا‏:‏ الله ورسوله أعلم، قال‏:‏ المؤمن من لا يموت حتى يملأ الله مسامعه مما يحب، هل تدرون من الفاجر‏؟‏ قالوا‏:‏ الله ورسوله أعلم، قال‏:‏ الذي لا يموت حتى يملأ الله مسامعه مما يكره، ولو أن عبدا اتقى الله في جوف بيت إلى سبعين بيتا، على كل بيت باب من حديد، ألبسه الله رداء عمله حتى يتحدث بها الناس ويزيدون‏.‏

الديلمي وفيه رشدين ضعيف‏.‏

8431- عن أبي هريرة أن رجلا قال‏:‏ يا رسول الله‏:‏ الرجل يعمل العمل يسره، فإذا اطلع عليه أعجبه، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ لك أجران، أجر السر، وأجر العلانية‏.‏

ابن جرير، وصححه وقال إن كثيرا من نقلة الحديث لم يصححه لما في سنده من اضطراب‏.‏

8432- عن أبي هريرة قال قال رجل‏:‏ يا رسول الله، دخل علي رجل وأنا أصلي، فأعجبني الحال التي رآني عليها، قال‏:‏ لك أجران أجر السر وأجر العلانية‏.‏

ابن جرير‏.‏

8433- عن أبي ذر قال قلت‏:‏ يا رسول الله، الرجل يعمل الصالح لنفسه، ويحمده الناس‏؟‏ قال‏:‏ تلك عاجل بشرى المؤمن‏.‏

‏(‏ط حم انتهى‏.‏حب‏)‏ ‏(‏رواه مسلم في صحيحه كتاب البر والصلة - باب إذا أثنى على الصالح فهي بشرى ولا تضره وبرقم ‏(‏2642‏)‏‏.‏

قال العلماء‏:‏ معناه هذه البشرى المعجلة له بالخير‏.‏ انتهى‏.‏باختصار صحيح مسلم ‏(‏4/2034‏)‏‏.‏ ص‏)‏‏.‏

 الاستقامة

8434- عن عائشة قالت‏:‏ ما عود الله عبدا من نفسه عادة تركها إلا وجد ‏(‏وجد‏:‏ بفتح الجيم وكسرها - غضب، وعتب بفتح التاء وكسرها‏:‏ تواصف الموجده، ومخاطبة الإدلال‏.‏ انتهى‏.‏قاموس‏.‏ ح‏)‏ عليه، أو عتب عليه‏.‏

ابن النجار‏.‏

 الأمانة

8435- ‏{‏عمر رضي الله عنه‏}‏ عن عمر قال‏:‏ لا تنظروا إلى صلاة أحد ولا إلى صيامه، ولكن انظروا إلى من إذا حدث صدق، وإذا اؤتمن أدى، وإذا أشفى ‏(‏إذا أشفى ورع‏:‏ بفتح الهمزة وسكون الشين وفتح الفاء وهو ثلاثي مزيد بالهمزة في الهمزة بأوله، ورع يأتي على ثلاثة أوزان من باب الثالث والرابع والخامس من الثلاثي‏.‏

ومعناها‏:‏ إذا أشفى أي أشرف على الدنيا أقبلت الدنيا عليه انظروا إلى ورعه، وإذا أشرف على شيء تورع عنه‏.‏ انتهى‏.‏ضبط الكلمات من القاموس ومعناهما من النهاية‏.‏ ح‏)‏ ورع‏.‏

مالك وابن المبارك ‏(‏عب‏)‏ ومسدد ورسته في الإيمان ‏(‏ه‏)‏ والعسكري في المواعظ ‏(‏ق‏)‏‏.‏

8436- عن عمر قال‏:‏ لا تغرنك صلاة رجل، ولا صيامه من شاء صام ومن شاء صلى، ولكن لا دين لمن لا أمانة له‏.‏

‏(‏عب ش‏)‏ ورسته والخرائطي في مكارم الأخلاق ‏(‏ق‏)‏‏.‏

8437- عن عمر قال‏:‏ لا يعجبنكم من الرجل طنطنته، ولكن من أدى الأمانة، وكف عن أعراض الناس فهو الرجل المبارك‏.‏

‏(‏ق‏)‏‏.‏

8438- عن علي رضي الله عنه قال‏:‏ كنا جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فطلع علينا رجل من أهل العالية، فقال‏:‏ يا رسول الله أخبرني بأشد شيء في هذا الدين وألينه، فقال‏:‏ ألينه شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، وأشده يا أخا العالية الأمانة، إنه لا دين لمن لا أمانة له، ولا صلاة ولا زكاة له، يا أخا العالية، إنه من أصاب مالا من حرام، فلبس جلبابا - يعني قميصا - لم تقبل صلاته حتى ينحي ذلك الجلباب عنه إن الله تعالى أكرم وأجل - يا أخا العالية - من أن يتقبل عمل رجل أو صلاته وعليه جلباب من حرام ‏(‏مر بيان وإيضاح شروط التوبة في الإسلام عند حديث رقم ‏(‏7653‏)‏انتهى‏.‏ص‏)‏‏.‏

البزار، وفيه أبو الجنوب ‏(‏الجنوب‏:‏ هو بفتح الجيم وضم النون مخففة، اسمه‏:‏ عقبة بن علقمة اليشكري انتهى‏.‏تقريب التهذيب‏.‏ ح‏)‏ ضعيف‏.‏

8439- عن أنس قال‏:‏ ما خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا قال‏:‏ لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له‏.‏

ابن النجار‏.‏

 إصلاح ذات البين

8440- عن أبي الدرداء قال‏:‏ والله ما من عمل أحب إلى الله من إصلاح ذات البين، والمشي إلى المساجد وخلق جائز‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

 الاستثناء

8441- عن ابن عباس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ لأغزون قريشا ثلاثا، ثم سكت ساعة، ثم قال‏:‏ إن شاء الله‏.‏

‏(‏خط‏)‏ في المتفق ‏(‏مر بحث الاستثناء في هذا المجلد ص ‏(‏57‏)‏ وص ‏(‏558‏)‏‏.‏ ولقد أطال ابن كثير في تفسيره عند قوله تعالى‏:‏ ‏{‏ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا، إلا أن يشاء الله‏}‏‏.‏ سورة الكهف آية ‏(‏23/24‏)‏ وسرد الأحاديث المتعلقة بالاستثناء‏.‏

تفسير ابن كثير ‏(‏4/378‏)‏‏.‏ ص‏)‏‏.‏

 الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

8442- عن أبي الدرداء قال‏:‏ إني لآمر بالأمر ولا أفعله، ولكن أرجو من الله أن أوجر عليه‏.‏

‏(‏كر‏)‏ وسيأتي برقم ‏[‏8471‏]‏‏.‏

8443- عن قيس بن أبي حازم قال‏:‏ لما ولي أبو بكر صعد المنبر، فحمد الله ثم قال‏:‏ يا أيها الناس إنكم تقرأون هذه الآية‏:‏ ‏{‏يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم‏}‏ وإنكم تضعونها على غير مواضعها، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ إن الناس إذا رأوا المنكر ولم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقاب‏.‏

‏(‏ش حم‏)‏ وعبد بن حميد والعدني وابن منيع والحميدي ‏(‏د ت‏)‏ وقال حسن صحيح ‏(‏ن ه ع‏)‏ والكجي وابن جريروابن المنذر وابن أبي حاتم وابن منده في غرائب شعبه وأبو الشيخ وابن مردويه وأبو ذر الهروي في الجامع وأبو نعيم في المعرفة ‏(‏قط‏)‏ في العلل وقال جميع رواته ثقات ‏(‏ق ص‏)‏‏.‏

8444- عن أبي بكر قال‏:‏ إذا عمل قوم بالمعاصي، بين ظهراني قوم هم أعز منهم، فلم يغيروه عليهم أنزل الله عليهم بلاء، ثم لم ينزعه منهم‏.‏

‏(‏هب‏)‏‏.‏

8445- عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، قال‏:‏ خطب أبو بكر الناس فقال في خطبته‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ياأيها الناس لا تتكلموا على هذه الآية ‏{‏يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم‏}‏ إن الداعر ‏(‏الداعر‏:‏ هو خبيث نفسه‏.‏ انتهى‏.‏النهاية جزء الثاني‏.‏ ح‏)‏ ليكون في الحي فلا يمنعوه فيعمهم الله بعقاب‏.‏

ابن مردويه‏.‏

8446- عن قيس بن أبي حازم، قال‏:‏ سمعت أبا بكر الصديق، وقرأ هذه الاية في المائدة ‏{‏لا يضركم من ضل إذا اهتديتم‏}‏ لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر، أو ليسلطن الله عليكم شراركم ثم ليدعو خياركم فلا يستجاب لهم، والله لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليعمنكم الله منه بعقاب‏.‏

أبو ذر الهروي في الجامع‏.‏

8447- عن محمد بن عبد الله التيمي عن أبي بكر الصديق، قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ما ترك قوم الجهاد في سبيل الله إلا ضربهم الله بذل، ولا أقر قوم المنكر بين أظهرهم إلا عمهم الله بعقاب وما بينكم وبين أن يعمكم الله بعقاب من عنده إلا أن تتألوا هذه الآية على غير أمر بمعروف ولا نهي عن منكر ‏{‏يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم‏}‏‏.‏

ابن مردويه‏.‏

8448- عن ابن عباس قال‏:‏ قعد أبو بكر على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم سمي خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم مد يديه، ثم وضعهما على المجلس الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يجلس عليه من منبره ثم قال‏:‏ سمعت الحبيب وهو جالس على هذا المجلس يتأول هذه الآية ‏{‏يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم‏}‏ ثم فسرها، فكان تفسيره لنا أن قال‏:‏ نعم ليس من قوم عمل فيهم بمنكر ويفسد فيهم بقبيح، فلم يغيروه ولم ينكروه إلا حق على الله أن يعمهم بالعقوبة جميعا، ثم لا يستجاب لهم، ثم أدخل أصبعيه في أذنيه، فقال إن لا أكون سمعته من الحبيب فصمتا‏.‏

ابن مردويه‏.‏

8449- ‏{‏عمر رضي الله عنه‏}‏ عن عمر قال‏:‏ ما يمنعكم إذا رأيتم السفيه يخرق أعراض الناس أن لا تعربوا ‏(‏تعربوا‏:‏ من عرب ثلاثي مزيد بحرف التضعيف أي ما يمنعكم أن تصرحوا له بالإنكار‏.‏ انتهى‏.‏نهاية‏.‏ ح‏)‏ عليه‏؟‏ قالوا‏:‏ نخاف لسانه، قال‏:‏ ذاك أدنى أن تكونوا شهداء‏.‏

‏(‏ش‏)‏ وأبو عبيد في الغريب وابن أبي الدنيا في الصمت‏.‏

8450- عن عمر قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ سيصيب أمتي في آخر الزمان بلاء شديد من سلطانهم، لا ينجو فيهم إلا رجل عرف دين الله بلسانه ويده وقلبه، فذلك الذي سبقت له السوابق‏.‏

الديلمي‏.‏

8451- ‏{‏عثمان رضي الله عنه‏}‏ عن عثمان قال‏:‏ مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر، قبل أن يسلط عليكم شراركم، ويدعو عليهم خياركم فلا يستجاب لهم‏.‏

‏(‏ش‏)‏‏.‏

8452- ‏{‏علي رضي الله عنه‏}‏ عن علي قال‏:‏ أول ما تغلبون عليه من الجهاد، الجهاد بأيديكم، ثم الجهاد بقلوبكم، فأي قلب لم يعرف المعروف، ولم ينكر المنكر نكس أعلاه أسفله كما ينكس الجراب فينثر ما فيه‏.‏

‏(‏ش‏)‏ وأبو نعيم ونصر في الحجة‏.‏

8453- عن علي قال‏:‏ لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر، أو ليسلطن عليكم شراركم، ثم يدعو خياركم فلا يستجاب لهم‏.‏

الحارث‏.‏

8454- عن علي أنه قال في خطبته‏:‏ أيها الناس إنما هلك من هلك قبلكم بركوبهم المعاصي، ولم تنههم الربانيون والأحبار، كلما تمادوا في المعاصي ولم تنههم الربانيون والأحبار أخذتهم العقوبات، فمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر قبل أن ينزل بكم مثل الذي نزل بهم، واعلموا أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يقطع رزقا، ولا يقرب أجلا‏.‏

ابن أبي حاتم‏.‏

8455- عن علي قال‏:‏ الجهاد ثلاثة‏:‏ جهاد بيد، وجهاد بلسان وجهاد بقلب، فأول ما يغلب عليه من الجهاد جهاد اليد، ثم جهاد اللسان، ثم جهاد القلب، فإذا كان القلب لا يعرف معروفا، ولا ينكر منكرا نكس، وجعل أعلاه أسفله‏.‏

مسدد ‏(‏ق هب‏)‏ وصحح‏.‏

8456- عن علي قال‏:‏ لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر، ولتجدن في أمر الله، أوليسوا منكم أقوام يعذبونكم ويعذبهم الله‏.‏

‏(‏ش‏)‏‏.‏

8457- عن أبزى الخزاعي والد عبد الرحمن ‏(‏ابن أبزي الخزاعي ولم تصح له صحبة ولا رواية وذكر الحديث ابن الأثير في أسد الغابة عند ترجمته‏:‏ أبزي الخزاعي وبرقم ‏(‏21‏)‏ بلفظه ورواته انتهى‏.‏ ص‏)‏ قال‏:‏ خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، فأثنى على طوائف من المسلمين خيرا، ثم قال‏:‏ ما بال أقوام لا يفقهون جيرانهم، ولا يعلمونهم ولا يعظونهم ولا يأمرونهم ولا ينهونهم‏؟‏ وما بال أقوام لا يتعلمون من جيرانهم ولا يتفقهون ولا يتفطنون، والله ليعلمن أقوام جيرانهم، ويفطنونهم ويفقهونهم، ويأمرونهم وينهونهم وليتعلمن قوم من جيرانهم، ويتفطنون ويتفقهون أو لأعاجلنهم بالعقوبة في دار الدنيا، ثم نزل فدخل بيته، فقال قوم‏:‏ من تراه عنى بهؤلاء‏؟‏ فقالوا‏:‏ نراه عنى الأشعريين هم قوم فقهاء، ولهم جيران جفاة من أهل المياه والأعراب، فبلغ ذلك الأشعريين، فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا‏:‏ يا رسول الله ذكرت قوما بخير، وذكرتنا بشر، فما بالنا‏؟‏ فقال‏:‏ ليعلمن قوم جيرانهم وليفقهنهم وليفطننهم وليأمرنهم، وليهينهم وليتعلمن قوم من جيرانهم، ويتفطنون ويتفقهون، أو لأعاجلنهم بالعقوبة في دار الدنيا، فقالوا‏:‏ يا رسول الله أبطير غيرنا‏؟‏ فأعاد قوله عليهم، وأعادوا قولهم أبطير غيرنا‏؟‏ فقال‏:‏ ذلك أيضا، قالوا فأمهلنا سنة فأمهلهم سنة ليفقهوهم ويعلموهم ويفطنوهم، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏{‏لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون، كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون‏}‏‏.‏

ابن راهويه ‏(‏خ‏)‏ في الوحدان وابن السكن وابن منده والباوردي ‏(‏طب‏)‏ وأبو نعيم وابن مردويه ‏(‏كر‏)‏ قال ابن السكن ما له غيره وإسناده صالح‏.‏

8458- أنس رضي الله عنه، عن أنس قال قلت‏:‏ يا رسول الله متى نترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر‏؟‏ قال‏:‏ إذا ظهر فيكم ما ظهر في بني إسرائيل قبلكم، قلت وما ذلك يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ إذا ظهر الادهان في خياركم، والفاحشة في شراركم، وتحول الملك في صغاركم، والفقه في رذالكم‏.‏

‏(‏كر‏)‏ وابن النجار ‏(‏ضبط في الحديث الآتي برقم ‏(‏8475‏)‏‏.‏ ح‏)‏‏.‏

8459- عن وافد بن سلامة عن يزيد الرقاشي عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ألا أخبركم بأقوام ليسوا بأنبياء ولا شهداء‏؟‏ يغبطهم يوم القيامة الأنبياء والشهداء بمنازلهم من الله، على منابر من نور، يعرفون، قالوا‏:‏ من هم يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ الذين يحببون عباد الله إلى الله ويحببون الله إلى عباده، ويمشون على الأرض نصحاء، فقلت هذا يحبب الله إلى عباده، فكيف يحببون عباد الله إلى الله‏؟‏ قال يأمرونهم بما يحب الله، وينهونهم عما يكره الله، فإذا أطاعوهم أحبهم الله عز وجل‏.‏

‏(‏هب‏)‏ والنقاش في معجمه وابن النجار ووافد ويزيد ضعيفان‏.‏

8460- عن حذيفة قال‏:‏ إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حسن وليس من السنة أن ترفع السلاح على إمامك‏.‏

‏(‏ش‏)‏ ونعيم‏.‏

8461- عن حذيفة قال‏:‏ إن كان الرجل ليتكلم الكلام على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فيصير منافقا، إني لأسمعها من أحدكم في المقعد الواحد أربع مرات، لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر، ولتحاضن على الخير أو يسحتنكم الله بعذاب جميعا، أو ليؤثرن عليكم شراركم، ثم يدعو خياركم فلا يستجاب لهم‏.‏

‏(‏ش‏)‏‏.‏

8462- عن حذيفة قال‏:‏ ليأتين عليكم زمان، خيركم فيه من لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر‏.‏

‏(‏ش‏)‏‏.‏

8463- ‏{‏عبد الله بن عباس‏}‏ عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ يأتي على الناس زمان يذوب فيه قلب المؤمن كما يذوب الملح في الماء، قيل‏:‏ مم ذاك‏؟‏ قال‏:‏ مما يرى من المنكر لا يستطيع يغيره‏.‏

ابن أبي الدنيا في كتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر‏.‏

8464- ‏{‏عبد الله بن عمر‏}‏ عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ لتأمرن بالمعروف وتنهون عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم شراركم فليسومنكم سوء العذاب، ثم ليدعو خياركم فلا يستجاب لهم، لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر، أو ليبعثن الله عليكم من لا يرحم صغيركم، ولا يوقر كبيركم‏.‏

ابن أبي الدنيا في كتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر‏.‏

8465- ‏{‏ابن مسعود رضي الله عنه‏}‏ عن ابن مسعود أنه سئل هلك من لم يأمر بالمعروف ولم ينه عن المنكر‏؟‏ فقال‏:‏ لا، ولكن هلك من لم يعرف بقلبه معروفا، ولم ينكر بقلبه منكرا‏.‏

‏(‏ش‏)‏ ونعيم في الفتن‏.‏

8466- عن ابن مسعود قال‏:‏ ستكون أمور فمن رضيها ممن غاب عنها كان كمن شهدها، ومن كرهها ممن شهدها فهو كمن غاب عنها‏.‏

نعيم وابن النجار‏.‏

8467- عن ابن مسعود‏:‏ قال‏:‏ إن الرجل يشهد المعصية يعمل بها فيكرهها، فيكون كمن غاب عنها، ويغيب فيرضاها، فيكون كمن شهدها‏.‏

‏(‏ش‏)‏ ونعيم‏.‏

8468- ‏{‏ابن مسعود رضي الله عنه‏}‏ عن ابن مسعود قال‏:‏ إذا رأيت المنكر فلم تستطع له تغييرا فحسبك أن يعلم الله أنك تكرهه بقلبك‏.‏

‏(‏ش‏)‏ ونعيم‏.‏

8469- عن ابن مسعود قال‏:‏ جاهدوا المنافقين بأيديكم، فإن لم تستطيعوا إلا أن تكفهروا في وجوههم فاكفهروا في وجوههم‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

8470- عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ كيف بكم إذا طغا نساؤكم، وفسق شبابكم، وتركتم جهادكم‏؟‏ قالوا‏:‏ وإن ذلك لكائن يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ نعم والذي نفسي بيده، وأشد منه، قالوا‏:‏ وما أشد منه يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ كيف أنتم إذا لم تأمروا بالمعروف، ولم تنهوا عن المنكر‏؟‏ قالوا‏:‏ أو كائن ذلك يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ نعم والذي نفسي بيده، وأشد منه سيكون، قالوا‏:‏ وما أشد منه يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ كيف أنتم إذا رأيتم المعروف منكرا ورأيتم المنكر معروفا‏؟‏ قالوا‏:‏ وكائن يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ نعم وأشد منه سيكون، يقول الله‏:‏ بي حلفت لأتيحن لهم فتنة يصير الحليم فيها حيران‏.‏

ابن أبي الدنيا في كتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر‏.‏

8471- عن أبي الدرداء قال‏:‏ إني لآمر بالمعروف وما أفعله، ولكني أرجو من الله أن أوجر عليه‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏ مر برقم ‏[‏8442‏]‏‏.‏

8472- عن أبي سعيد الخدري قال‏:‏ يأتي على الناس زمان خيرهم من لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر‏.‏

ابن أبي الدنيا في كتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر‏.‏

8473- عن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ يا أبا هريرة لا تدخلن على أمير، وإن غلبت على ذلك، فلا تجاوز سنتي ولا تخافن سيفه وسوطه، أن تأمره بتقوى الله وطاعته، يا أبا هريرة إن كنت وزير أمير أو مشير أمير أو داخلا على أمير فلا تخالفن سنتي ولا سيرتي، فإن من خالف سنتي وسيرتي جيء به يوم القيامة، تأخذه النار من كل مكان ثم يصير إلى النار‏.‏

الديلمي‏.‏

8474- عن سماك عن زوج درة عن درة قال‏:‏ دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد، فقلت‏:‏ من أتقى الناس‏؟‏ قال آمرهم بالمعروف وأنهاهم عن المنكر، وأوصلهم للرحم‏.‏

‏(‏ش‏)‏‏.‏

8475- عن عائشة قالت قلت يا رسول الله متى لا نأمر بالمعروف ولا ننهى عن المنكر‏؟‏ قال‏:‏ إذا كان البخل في خياركم، والعلم في رذالكم ‏(‏رذالكم‏:‏ بضم الراء وفتح الذال مخففة، والرذل والرذيل والأرذل‏:‏ الدون الخسيس أو الرديء من كل شيء‏.‏ انتهى‏.‏قاموس‏.‏ ح‏)‏ والادهان في قرائكم، والملك في صغاركم‏.‏

ابن أبي الدنيا في كتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر‏.‏

8476- ‏{‏مرسل الحسن‏}‏ عن الحسن قال‏:‏ لا يزال الناس بخير ما تباينوا فإذا استووا فذاك حين هلاكهم‏.‏

‏(‏هب‏)‏‏.‏

8477- عن الزهري أن رجلا قال لعمر بن الخطاب‏:‏ ألا أكون بمنزلة من لا يخاف في الله لومة لائم، فقال‏:‏ إما أن تلي في الناس شيئا وإما أنت خلو من أمرهم فأكب على نفسك وأمر بالمعروف وانه عن المنكر‏.‏

ابن سعد‏.‏

8478- عن ابن سيرين ‏(‏هو‏:‏ محمد بن سيرين الأنصاري مولاهم أبو بكر بن أبي عمرة البصري إمام وقته‏.‏

وقال العجلي بصري تابعي ثقة توفي وعمره 77 سنة وتوفي سنة 110 ه

تهذيب التهذيب ‏(‏9/214‏)‏انتهى‏.‏ص‏)‏ عن عدي بن حاتم قال‏:‏ إن معروفكم اليوم منكر زمان قد مضى، وإن منكركم اليوم معروف زمان يأتي، وإنكم لن تبرحوا بخير ما دمتم لا تعرفون ما كنتم تنكرون، ولا تنكرون ما كنتم تعرفون، وما قام عالمكم يتكلم بينكم غير مستخف‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

 أدب الأمر بالمعروف

8479-عن طاوس أن عمر بن الخطاب خرج ليلة يحرس رفقة نزلت بناحية المدينة، حتى إذا كان في بعض الليل مر ببيت فيه ناس يشربون فناداهم أفسقا أفسقا‏؟‏ فقال بعضهم قد نهاك الله عن هذا فرجع عمر وتركهم‏.‏

‏(‏عب‏)‏‏.‏

8480- عن أبي قلابة أن عمر حدث أن أبا محجن الثقفي يشرب الخمر في بيته، هو وأصحاب له، فانطلق عمر حتى دخل عليه فإذا ليس عنده إلا رجل، فقال أبو محجن‏:‏ يا أمير المؤمنين إن هذا لا يحل لك قد نهاك الله عن التجسس، فقال عمر‏:‏ ما يقال هذا‏؟‏ فقال له زيد بن ثابت وعبد الرحمن بن الأرقم صدق يا أمير المؤمنين، هذا من التجسس، فخرج عمر وتركه‏.‏

‏(‏عب‏)‏‏.‏

8481- عن الزهري قال قال عمر بن الخطاب لقيس بن مكشوح المرادي‏:‏ أنبئت أنك تشرب الخمر‏؟‏ فقال‏:‏ قد والله أراك يا أمير المؤمنين أسأت، أما والله ما مشيت خلف ملك قط إلا حدثت نفسي بقتله، قال‏:‏ فهل حدثت نفسك بقتلي‏؟‏ فقال لو هممت لفعلت، فقال عمر‏:‏ لو قلت نعم لضربت عنقك، أخرج والله لا تبيت الليلة معي، فقال له عبد الرحمن بن عوف يا أمير المؤمنين لو قال نعم لضربت عنقه‏؟‏ قال‏:‏ لا ولكني استرهبته بذلك‏.‏

ابن جرير‏.‏

8482- ‏{‏ابن مسعود رضي الله عنه‏}‏ عن زيد بن وهب قال قيل لابن مسعود‏:‏ هل لك في الوليد بن عقبة‏؟‏ تقطر لحيته خمرا، قال‏:‏ قد نهينا عن التجسس، فإن يظهر لنا شيء نقم عليه‏.‏

‏(‏عب‏)‏‏.‏

8483- عن ابن عمر قال‏:‏ كان عمر إذا أراد أن ينهي الناس عن شيء تقدم إلى أهله، لا أعلمن أحدا وقع في شيء مما نهيت عنه إلا أضعفت له العقوبة‏.‏

ابن سعد ‏(‏كر‏)‏‏.‏

8484- عن ابن شهاب قال‏:‏ كان هشام بن حكيم بن حزام يأمر بالمعروف في رجال معه، فكان عمر بن الخطاب يقول‏:‏ أما ما عشت أنا وهشام فلا يكون هذا‏.‏

مالك وابن سعد‏.‏

8485- عن السدي قال‏:‏ خرج عمر بن الخطاب، فإذا هو بضوء نار، ومعه عبد الله بن مسعود، فاتبع الضوء حتى دخل دارا، فإذا بسراج في بيت‏:‏ فدخل وذلك في جوف الليل، فإذا شيخ جالس وبين يديه شراب وقينة تغنيه، فلم يشعر حتى هجم عليه عمر، فقال عمر‏:‏ ما رأيت كالليلة منظرا أقبح من شيخ ينتظر أجله، فرفع رأسه إليه، فقال‏:‏ بلى يا أمير المؤمنين، ما صنعت أنت أقبح، تجسست، وقد نهى عن التجسس ودخلت بغير أذن، فقال عمر‏:‏ صدقت، ثم خرج عاضا على ثوبه يبكي وقال‏:‏ ثكلت عمر أمه إن لم يغفر له ربه، نجد هذا كان يستخفي به من أهله فيقول الآن رآني عمر فيتتايع فيه ‏(‏تتايع بتاءين وبعدهما ألف وبعد الألف ياء وتقدم معنى التتايع وذلك برقم ‏(‏8225‏)‏ وهو إشاعة الأخبار الفاحشة انتهى‏.‏ ح‏)‏، وهجر الشيخ مجلس عمر حينا، فبينا عمر بعد ذلك جالس إذ قد جاء شبه المستخفي، حتى جلس في أخريات الناس، فرآه عمر، فقال علي بهذا الشيخ، فأتى، فقيل له‏:‏ أجب فقام وهو يرى أن عمر سيسوءه بما رأى منه، فقال عمر‏:‏ أدن مني فما زال يدنيه حتى أجلسه بجنبه، فقال أدن مني أذنك، فالتقم أذنه، فقال‏:‏ أما والذي بعث محمدا بالحق رسولا ما أخبرت أحدا من الناس بما رأيت منك ولا ابن مسعود، فإنه كان معي، فقال يا أمير المؤمنين، أدن مني أذنك، فالتقم أذنه، فقال ولا أنا والذي بعث محمدا بالحق رسولا ما عدت إليه حتى جلست مجلسي هذا، فرفع عمر صوته يكبر، فما يدري الناس من أي شيء يكبر‏.‏

أبو الشيخ في كتاب القطع والسرقة‏.‏

 البذاذة والتقشف

8486- ‏{‏عمر رضي الله عنه‏}‏ عن عمر قال‏:‏ اتزروا وارتدوا وانتعلوا وألقوا الخفاف والسراويلات، والقوا الركب وانزوا على الخيل نزوا وعليكم بالمعدية وارموا الأغراض، وذروا التنعم وزي العجم، وإياكم وهدي العجم، فإن شر الهدي هدي العجم‏.‏

‏(‏ش حم‏)‏ وأبو ذر الهروى في الجامع‏.‏ ‏(‏هق‏)‏‏.‏

 التؤدة والأناة

8487- ‏{‏عمر رضي الله عنه‏}‏ عن عمر قال‏:‏ التؤدة في كل شيء، خير إلا ماكان من أمر الآخرة‏.‏

‏(‏حم‏)‏ ومسدد وابن أبي الدنيا في قصر الأمل‏.‏ ‏[‏وفي المنتخب‏:‏ ‏(‏د ك هب‏)‏ سعد‏]‏‏.‏

8488- عن خثيمة قال قال عبد الله‏:‏ إنها ستكون هنات ‏(‏هنات‏:‏ أي شرور فساد، يقال في فلان هنات أي خصال شر ولا يقال في الخير‏.‏ النهاية في غريب الحديث ‏(‏5/279‏)‏ ص‏)‏ وأمور مشتبهات فعليك بالتؤدة فتكون تابعا في الخير خير من أن تكون رأسا في الخير‏.‏

وفي المنتخب‏:‏ ‏(‏ش‏)‏‏.‏

ترك الخصومة والجدال

8489- عن علي رضي الله عنه قال‏:‏ إياكم ومعاداة الرجال فإنهم لا يخلون من ضربين، من عاقل يمكر بكم، أو جاهل يعجل عليكم بما ليس فيكم، واعلموا أن الكلام ذكر والجواب أنثى وحيثما اجتمع الزوجان فلا بد من النتاج ثم أنشأ يقول‏:‏

سليم العرض من حذر الجوابا * ومن دارى الرجال فقد أصابا

ومن هاب الرجال تهيبوه * ومن حقر الرجال فلن يهابا

‏(‏هب‏)‏ ‏(‏هو‏:‏ الإمام الحافظ العلامة شيخ خراسان، أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي صاحب التصانيف، ولد سنة 384 وتوفي سنة 458‏.‏

بيهق‏:‏ هي ناحية من أعمال نيسابور‏.‏ انتهى‏.‏باختصار تذكرة الحفاظ للذهبي ‏(‏3/1132‏)‏انتهى‏.‏ص‏)‏‏.‏

تحميض النفس لدفع الملالة

8490- عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال‏:‏ إني لأستجم ببعض الباطل ليكون أنشط لي في الحق‏.‏

‏(‏كر‏)‏ ‏(‏ومر برقم ‏(‏8420‏)‏‏.‏ ص‏)‏‏.‏

 التفكر

8491- عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وأن إلى ربك المنتهى‏}‏ قال‏:‏ لا فكرة في الله عز وجل‏.‏

‏(‏قط‏)‏ في الأفراد‏.‏

8492- ‏{‏أبو الدرداء رضي الله عنه‏}‏ عن أبي الدرداء قال‏:‏ من الناس مفاتيح للخير، مغاليق للشر، ولهم بذلك أجر، ومن الناس مفاتيح للشر مغاليق للخير وعليهم بذلك إصر، وتفكر ساعة خير من قيام ليلة‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

8493- ‏{‏مرسل الحسن‏}‏ عن الحسن قال‏:‏ تفكر ساعة خير من قيام ليلة‏.‏

ابن أبي الدنيا في التفكر ‏(‏ومر برقم ‏(‏5711‏)‏‏.‏ ص‏)‏‏.‏

 التقوى

8494- ‏{‏علي رضي الله عنه‏}‏ عن علي قال‏:‏ لا يقل عمل مع التقوى، وكيف يقل ما يتقبل‏.‏

ابن أبي الدنيا في كتاب التقوى‏.‏

8495- عن كميل بن زياد قال‏:‏ خرجت مع علي بن أبي طالب، فلما أشرف على الجبان التفت إلى المقبرة، فقال‏:‏ يا أهل القبور، يا أهل البلى يا أهل الوحشة، ما الخبر عندكم، فإن الخبر عندنا قد قسمت الأموال، وأيتمت الأولاد، واستبدل بالأزواج، فهذا الخبر عندنا، فما الخبر عندكم ثم التفت إلي فقال‏:‏ يا كميل لو أذن لهم في الجواب لقالوا‏:‏ إن خير الزاد التقوى، ثم بكى، وقال لي‏:‏ يا كميل القبر صندوق العمل، وعند الموت يأتيك الخبر‏.‏

الدينوري ‏(‏كر‏)‏‏.‏

8496- عن قيس بن أبي حازم، قال قال علي‏:‏ كونوا بقبول العمل أشد اهتماما منكم بالعمل فإنه لن يقل عمل مع التقوى، وكيف يقل عمل تقبل‏.‏

‏(‏حل كر‏)‏‏.‏

8497- عن عبد خير قال‏:‏ قال علي‏:‏ لا يقل عمل مع تقوى، وكيف يقل ما يتقبل‏.‏

ابن أبي الدنيا في التقوى ‏(‏حل‏)‏‏.‏

8498- عن عبد الله بن أحمد بن عامر قال‏:‏ ثنى أبي قال‏:‏ حدثني علي بن موسى الرضا عن آبائه عن علي قال‏:‏ سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أكثر ما يدخل الجنة، قال‏:‏ تقوى الله، وحسن الخلق، وسئل ما أكثر ما يدخل النار؛ قال‏:‏ الأجوفان‏:‏ البطن والفرج ‏(‏لما كان الحديث خاليا من العزو والتخريج في آخره وقد سقط اسم المخرج منه‏.‏

أقول‏:‏ رواه الترمذي في كتاب البر والصلة - باب ما جاء في حسن الخلق عن أبي هريرة وبرقم ‏(‏2004‏)‏ وقال حديث صحيح غريب‏.‏

وقال في تحفة الأحوذي ‏(‏6/142‏)‏ وأخرجه ابن حبان في صحيحه والبيهقي في الزهد وغيره‏.‏انتهى‏.‏ص‏)‏‏.‏

8499- ‏{‏أبي بن كعب رضي الله عنه‏}‏ عن أبي بن كعب قال‏:‏ ما ترك أحد منكم لله شيئا إلا آتاه الله مما هو خير له منه من حيث لا يحتسب ولا تهاون به وأخذه من حيث لا يعلم إلا آتاه الله مما هو أشد عليه منه من حيث لا يحتسب‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

8500- ‏{‏عبد الله بن مسعود رضي الله عنه‏}‏ عن ابن مسعود قال‏:‏ لأن أكون أعلم أن الله تقبل مني عملا أحب إلي من أن يكون لي ملء الأرض ذهبا‏.‏

يعقوب بن سفيان ‏(‏كر‏)‏‏.‏

8501- ‏{‏أبو ذر رضي الله عنه‏}‏ يا أبا ذر كن للعمل بالتقوى أشد اهتماما منك بالعمل، يا أبا ذر إن الله إذا أراد بعبد خيرا جعل الذنوب بين عينيه ممثلة، يا أبا ذر إن المؤمن يرى ذنبه كأنه تحت صخرة، يخاف أن تقع عليه، والكافر يرى ذنبه كأنه ذباب يمر على أنفه، يا أبا ذر لا تنظر إلى صغر الخطيئة، ولكن انظر إلى عظم من عصيت، يا أبا ذر لا يكون الرجل من المتقين حتى يحاسب نفسه أشد من محاسبة الشريك لشريكه، فيعلم من أين مطعمه، ومن أين مشربه، ومن أين ملبسه‏؟‏ أمن حل ذلك، أم من حرام‏؟‏

الديلمي‏.‏

8502- عن أبي نضرة قال‏:‏ حدثني من شهد خطبة النبي صلى الله عليه وسلم بمنى، في وسط أيام التشريق، وهو على بعير‏:‏ يا أيها الناس ألا إن ربكم واحد، ألا إن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على عجمي، ألا لا فضل لأسود على أحمر إلا بالتقوى، ألا قد بلغت‏؟‏ قالوا‏:‏ نعم، قال‏:‏ ليبلغ الشاهد الغائب‏.‏

ابن النجار ‏(‏ذكره أبو نعيم في الحلية ‏(‏3/100‏)‏ عن جابر رضي الله عنه‏.‏

ومر برقم ‏(‏5652‏)‏انتهى‏.‏ص‏)‏‏.‏

تنزيل الناس منازلهم

8503- عن عمرو بن مخراق قال‏:‏ مر على عائشة رجل ذو هيئة وهي تأكل فدعته فقعد معها، ومر آخر فأعطته كسرة، فقيل لها‏؟‏ فقالت‏:‏ أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ننزل الناس منازلهم‏.‏

‏(‏خط‏)‏ في المتفق‏.‏ مر برقم/5717 و 5718/‏.‏

8504- عن علي قال‏:‏ من أنزل الناس منازلهم دفع المؤنة عن نفسه، ومن رفع أخاه فوق قدره اجتر عداوته‏.‏

القرشي في العلم‏.‏

8505- عن زياد بن أنعم قال‏:‏ انضم مركبنا إلى مركب أبي أيوب الأنصاري في البحر، وكان معنا رجل مزاح، فكان يقول لصاحب طعامنا‏:‏ جزاك الله خيرا وبرا فيغضب، فقلنا لأبي أيوب‏:‏ إن معنا رجلا إذا قلنا له جزاك الله خيرا وبرا يغضب، فقال‏:‏ اقلبوه له، فإنا كنا نتحدث أن من لم يصلحه الخير أصلحه الشر فقال له المزاح‏:‏ جزاك شرا وعرا ‏(‏العر‏:‏ سبق ضبطه، وهو بفتح العين وتشديد الراء وبضم العين مع تشديد الراء وقد تلحقه التاء في آخره ومعناها واحد‏:‏ الجرب انتهى‏.‏قاموس‏.‏ ح‏)‏ فضحك، وقال‏:‏ ما تدع مزاحك، فقال الرجل‏:‏ جزاك الله يا أبا أيوب خيرا‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏